اختتمت جامعة الملك خالد مشاركتها في المعرض الدولي للتعليم (EDGEx)، الذي أُقيم في الرياض خلال الفترة من 13 إلى 16 أبريل 2025، برعايةٍ كريمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وبتنظيم من وزارة التعليم، حيث جاءت مشاركة الجامعة بصفتها الراعي الماسي لهذا الحدث الدولي، متزامنة مع أعمال مؤتمر تنمية القدرات البشرية، الذي انعقد تحت شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل”، بمشاركة محليّة ودوليّة واسعة من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية، وقد شكّلت هذه المشاركة منصة استراتيجية استعرضت فيها الجامعة أبرز مبادراتها في تطوير التعليم والبحث والابتكار، وعززت من خلالها موقعها الريادي في تقديم الحلول الرقمية وبناء الشراكات المستدامة.
ونوّه معالي رئيس جامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، بما يحظى به التعليم من اهتمام بارز من القيادة الرشيدة، مشيدًا بجهود وزارة التعليم في تنظيم هذا الحدث النوعي، وما قدمته من بيئة محفزة للتواصل الأكاديمي وبناء الشراكات، لافتًا إلى ما شهده المعرض من حضورٍ كبير، مع توفر أحدث تقنيات التعليم والحلول المبتكرة، والتي تصنّف كجزء من بناء منظومة تعليمية أكثر كفاءة وتكاملاً.
من جانبه، أكّد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية ورئيس اللجنة الإشرافية الأستاذ الدكتور سعد بن محمد بن دعجم، أن مشاركة الجامعة كانت ترجمة حقيقية للتوجهات الوطنية للإستراتيجيات، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعكس أيضًا سعي الجامعة نحو العالمية، وتعزيز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة من خلال تطبيق الحلول المبتكرة والمساهمة الفعالة في تطوير المعرفة على المستوى الإقليميّ والدوليّ.
وشهد جناح الجامعة حضورًا رسميًا بارزًا، في مقدمتهم معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، الذي اطّلع على ما تقدمه الجامعة من مبادرات نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني والبحث العلمي، مؤكدًا أهمية تعزيز التكامل بين التعليم والتقنية بما يخدم متطلبات التنمية الوطنية، كما زار الجناح مساعد معالي وزير التعليم للتعليم الخاص والاستثمار المهندس إياد القرعاوي، كما شهد جناح الجامعة زيارة عدد من رؤساء الجامعات المحلية والعربية والدولية، والسفراء، والمهتمين بقطاع التعليم، إضافة إلى اللقاءات التشاورية مع ممثلي الجامعات المحلية والعالمية، والقطاعين الخاص وغير الربحي، والتي ناقشت سبل تبادل الخبرات ونقل المعرفة.
وضمن سلسلة الورش التخصصية، شارك عدد من قيادات الجامعة في جلسات حوارية تناولت مستقبل التعليم والبحث والابتكار، حيث أكّد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور حامد بن مجدوع القرني، في ورشة بعنوان "تعزيز البحث والابتكار من خلال استراتيجيات تقودها الجامعات في المملكة" على "الحرص على تقديم نموذج جامعي يتكامل مع استراتيجية المنطقة، ويعزز مكانة الجامعة في دعم الابتكار ورأس المال البشري"،
كما أشار وكيل عمادة البحث والدراسات العليا الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، في ذات الورشة "تعزيز البحث والابتكار من خلال استراتيجيات تقودها الجامعات في المملكة" إلى أن "الجامعات قادرة على قيادة منظومة الابتكار الوطني من خلال استراتيجيات واضحة تواكب التحديات وتدعم التنمية".
ومن جانبها، أكدت مدير مركز الأمير سلطان للأبحاث البيئية واستدامة الموارد الطبيعية الدكتورة رحمة بنت ناصر القثانين، في ورشة بعنوان "تعزيز البحث والابتكار من خلال استراتيجيات الجامعات في المملكة العربية السعودية"، أن "ثقافة الابتكار تبدأ من تحديد أولويات البحث وتطوير البنية التحتية، وهي ركيزة أساسية في نموذج جامعة الملك خالد".
فيما أشار عميد عمادة الخدمات الإلكترونية الدكتور حامد بن صالح القحطاني، خلال مشاركته في ورشة "التحول الرقمي في جامعة الملك خالد - عالمية الوجهة وطموح الرؤية" إلى أن "التحول الرقمي التزام وليس خيارًا، وهو ما عزّز موقع الجامعة في صدارة التحول التقني بالمملكة".
وفي السياق ذاته، أكد مستشار رئيس الجامعة والمشرف على إدارة الاستراتيجية والمبادرات الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الصيعري، في ورشة بعنوان "التوأمة الاستراتيجية بين منطقة عسير وجامعة الملك خالد" أن "مواءمة استراتيجية الجامعة مع المنطقة مكّنتها من تقديم نموذج فريد في التكامل التنموي والأكاديمي".
في حين تناول نائب الرئيس التنفيذي للكلية التطبيقية ومدير مركز الذكاء الاصطناعي بالجامعة الدكتور علي آل مسفر القحطاني، في ورشة بعنوان "استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم" أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مؤكدًا أن "الجاهزية التقنية والحوكمة تشكل أساسًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي بفاعلية".
وفي جانب متصل، أوضح مستشار وكالة الجامعة للشؤون التعليمية ومدير مكتب الدراسات والبرامج البينيّة الدكتور سعد بن فهد القحطاني، في ورشة "تأثير الأتمتة الأكاديمية والمنصات الرقمية على تعزيز التميز التعليمي والتنمية المستدامة للقدرات البشرية" أن "تحويل البيانات إلى رؤى قابلة للتنفيذ هو ما يمنح الجامعات ميزة تنافسية ويعزز استدامة القدرات البشرية".
وعلى مستوى الشراكات، عزّزت الجامعة حضورها المؤسسي في المعرض من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جهات محليّة ودوليّة، بهدف توسيع شبكة التعاون وتكامل الجهود في مجالات التعليم، والبحث، والخدمات المجتمعية، حيث وقع معالي رئيس الجامعة السلمي اتفاقية مع مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم؛ لتأسيس كرسي أبحاث الاستدامة؛ دعمًا للبحث العلمي وتعزيزًا للشراكات الدولية، كما شملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم مع جامعة جنوب كازاخستان، وأخرى مع مستشفى المداواة التخصصية الطبية؛ لتعزيز التعاون في المجالات الصحية والطبية، إلى جانب مذكرة تفاهم مع المركز السعودي للفلسفة والأخلاقيات لدعم الدراسات الفكرية والبحث الفلسفي، وأخرى مع جمعية السينما لتمكين مشاريع الطلاب في مجالات صناعة المحتوى البصري.
كما شملت الشراكات توقيع مذكرة تفاهم مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتفعيل المبادرات المجتمعية، ومذكرة مع الجمعية السعودية لعلاج جذور وأعصاب الأسنان، كما وقّعت مذكرة تفاهم مع معهد بصيرة للاستشارات والدراسات الاجتماعية، وأخرى مع شركة قدرات الأولى لخدمات الأعمال، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون مع مركز التحكيم الرياضي السعودي، واتفاقية تعاون مع أكاديمية الاستثمار للتدريب، ومذكرة تفاهم مع شركة الضبط للمحاماة والاستشارات القانونية، وعقد خدمات مع مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، ومذكرة تفاهم مع المركز الوطني للقياس، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع معهد الدراسات، مما يعكس التزام الجامعة بمعايير الجودة، وتوسيع آفاق الشراكة المعرفية والبحثية.
وفي إطار إبراز هوية الجامعة الثقافية، تميز جناحها بتقديم الضيافة عبر طلاب وطالبات الجامعة، حيث قدموا تجربة ضيافة احترافية مستوحاة من هوية منطقة عسير، كما شارك طلاب دوليون في تقديم محتوى الجناح، بما يعكس التنوع الثقافي الذي تحتضنه الجامعة وتوجهها نحو العالمية، وقدّمت الجامعة هدايا رمزية تعكس البُعد الثقافي للمنطقة.
وفي ختام المعرض، كرّم معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان جامعة الملك خالد، نظير رعايتها الماسية ومشاركتها النوعية التي أسهمت في إثراء المعرض بمحتوى أكاديمي رقمي وابتكاري، يعكس تطور التعليم العالي في المملكة.