برعاية معالي رئيس جامعة الملك خالد الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، نظّمت الجامعة ممثلةً في عمادة الخدمات الإلكترونية، مساء أمس الاثنين، ملتقى "مستقبلنا الرقمي SWITCH 2024"، الذي يهدف إلى تبني أحدث التقنيات وتسريع وتيرة الابتكار التقني لمواكبة التحول الرقمي، وذلك بالصالة الرياضية في المدينة الجامعية بالفرعاء، وسط حضور من القيادات الأكاديمية، والخبراء التقنيين، وشركاء النجاح، وشهد الملتقى إطلاق مجموعة من المبادرات والمنصات الرقمية المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات الجامعية وترسيخ مفهوم الابتكار الرقمي.
وفي كلمة لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، خلال الملتقى، أشار إلى أن الإنجازات الرقمية والتقنية التي حققتها الجامعة خلال الفترة الماضية تمثل ثمرة جهود متواصلة وتعاون مثمر بين مختلف القطاعات، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تجسد رؤية الجامعة الطموحة وإصرارها على تحويل التحديات إلى فرص، والتطلعات إلى واقع. وأوضح أن التحول الرقمي والابتكار التقني أصبح لغة العصر ومحركًا أساسيًا لتحقيق التميز في الأداء. مضيفًا أن الجامعة تسعى باستمرار إلى التوسع نحو آفاق جديدة من الابتكار التقني.
وأوضح معاليه أن "ملتقى مستقبلنا الرقمي" يعكس إرادة قوية لتحويل الإمكانات التقنية إلى واقع ملموس يعزز الكفاءة ويصنع التغيير، ويجسد طموحات الجامعة نحو بناء بيئة تقنية متقدمة تخدم احتياجاتها وتدعم استراتيجياتها المستقبلية. كما شدد معاليه على أهمية استمرار هذه المسيرة لدعم مستقبل رقمي مزدهر يتماشى مع طموحات رؤية المملكة 2030. واختتم حديثه بتوجيه الشكر للقيادات الأكاديمية وعمادة الخدمات الإلكترونية والخبراء وشركاء النجاح الذين أسهموا في تحقيق هذه الإنجازات.
من جانبه، ألقى عميد عمادة الخدمات الإلكترونية الدكتور حامد بن صالح القحطاني، كلمة سلط فيها الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه التقنية في تعزيز الأداء المؤسسي وتحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية، وأوضح أن الملتقى يمثل تتويجًا للجهود المبذولة في التحول الرقمي، مما جعل الجامعة نموذجًا يحتذى به على مستوى الجامعات السعودية، وأكد الدكتور القحطاني أن العمادة ستواصل تقديم المزيد من الحلول التقنية المبتكرة لتحقيق تطلعات الجامعة، مشيدًا بالدعم الكبير الذي تحظى به العمادة من معالي رئيس الجامعة ووكلائها وشركاء النجاح.
وشهد ملتقى "مستقبلنا الرقمي" تدشين مجموعة من المنصات الرقمية الرائدة التي تمثل نقلة نوعية في الخدمات الجامعية، من بين هذه المنصات، جاءت منصة "فطين" كأداة متقدمة تهدف إلى تسهيل فهم السياسات وتعزيز الامتثال باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث توفر مستويات متعددة من الدعم الرقمي، مما يسهم في رفع كفاءة العمليات الإدارية وتعزيز التواصل بين الموظفين.
وفي إطار تحسين بيئة العمل، أُطلقت منصة "وصل"، التي توفر مساحة عمل رقمية متكاملة تجمع الموظفين في بيئة تفاعلية واحدة، تعمل المنصة على تلبية احتياجاتهم وتطوير أساليب التواصل الداخلي بطرق مبتكرة، مما يوفر تجربة رقمية متكاملة تسهم في تحقيق أهداف التحول الرقمي.
أما منصة "قياس"، فقد صُممت لتبسيط عمليات متابعة المؤشرات الوطنية وتعزيز استمرارية العمل عليها، حيث توفر المنصة خدمات اتصال وتواصل متنوعة، تدعم اتخاذ قرارات قائمة على البيانات، مما يُسهم في تحسين الأداء المؤسسي، ويجعلها أداة محورية في تحقيق رؤية الجامعة الطموحة، إضافة إلى ذلك، تم تدشين منصة "كفاءة"، التي تسهم في تجهيز وإنشاء بنوك أسئلة لإعداد اختبارات "جاهزية"، مما يدعم تطوير العملية التعليمية ويعزز جاهزية الطلاب للاختبارات.
وفي خطوة نوعية أخرى، أعلنت الجامعة عن تدشين النسخة المحدثة من نظام الاتصال الذكي؛ لتحسين قنوات الاتصال الداخلي والخارجي، ما يساهم في رفع كفاءة العمليات الإدارية والتواصلية داخل الجامعة.
كما شهد الملتقى أيضًا إطلاق الهاكثون الافتراضي "EStronaut"، الذي يُعد منصة تنافسية مفتوحة لمنسوبي الجامعة من الموظفين لاستعراض مهاراتهم التقنية والابتكار في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، ويهدف الهاكثون إلى إيجاد حلول رقمية مبتكرة تخدم مجتمع الجامعة وتدعم استراتيجياتها المستقبلية، وقد رافق هذا التدشين عرض فيلم بعنوان "حاضرنا: امتداد مستقبلنا"، الذي سلط الضوء على تطور البنية الرقمية للجامعة واستعداداتها المستقبلية.
وتضمن برنامج الملتقى عرض فيلم وثائقي بعنوان "مسيرة إنجاز"، استعرض فيه أبرز محطات التحول الرقمي التي شهدتها الجامعة، وتضمّن الفيلم الإنجازات التي حققتها عمادة الخدمات الإلكترونية، بما في ذلك تحقيق المركز الأول على مستوى جهات التعليم والتدريب بالمملكة في التحول الرقمي وفق تقييم هيئة الحكومة الرقمية 2024، وحصول الجامعة على المركز التاسع في مؤشر كفاءة المواقع الإلكترونية وجودة المحتوى الرقمي 2024، بالإضافة إلى الجوائز والشهادات الدولية مثل شهادة الاعتماد من معهد Uptime Tier III لمركز البيانات في المدينة الجامعية بالفرعاء، والجائزة العالمية من منظمة OLC في تحليل بيانات التعلم الإلكتروني، إلى جانب شهادات الجودة العالمية ISO 20000 وISO 9001.
كما تم خلال الملتقى عقد جلسة حوارية بعنوان "رؤى القيادة نحو مستقبل رقمي"، شارك فيها وكلاء العمادة لمناقشة التوجهات المستقبلية لعمادة الخدمات الإلكترونية بالجامعة، كما ألقت الأستاذة رشا الثقفي، مدير حسابات التعليم العالي في مايكروسوفت العربية، كلمة استعرضت خلالها الحلول التقنية التي تقدمها مايكروسوفت في قطاع التعليم العالي، وأثر هذه الحلول على تطوير الأداء المؤسسي والطلاب، كما تناولت قصص نجاح لتطبيق هذه الحلول في عدد من الجامعات العالمية والمحلية، مسلطةً الضوء على الدور الريادي لمايكروسوفت في دعم التحول الرقمي في التعليم.
وفي إطار تعزيز المهارات التقنية، أطلقت شركة سيسكو بالتعاون مع جامعة الملك خالد أكاديمية سيسكو الافتراضية، وهي مبادرة تعليمية عالمية تهدف إلى تطوير المهارات التقنية في مجالات الشبكات، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، وأوضح المهندس رائد حمد الجرباء، مدير إقليمي بشركة سيسكو، أن الأكاديمية تقدم دورات تدريبية وشهادات معتمدة تسهم في تأهيل الأفراد لسوق العمل وتعزيز الابتكار التقني.
واختُتم الملتقى باستعراض الشراكات الاستراتيجية التي تجمع الجامعة مع جهات تقنية عالمية، تسعى من خلالها إلى تعزيز التعاون في المجال الرقمي، بما يُسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، كما تم تكريم الرعاة والجهات المشاركة، تقديرًا لدورهم الكبير في دعم جهود الجامعة.