جامعة الملك خالد
الأخبار والفعاليات
مؤتمر الإعلام بالجامعة يحلل تغطية الوسائل العالمية للأحداث الإرهابية
جامعة الملك خالد - المركز الإعلامي
ركزت جلسة "الإعلام والأعمال الإرهابية"، في إطار المؤتمر الدولي الثاني الإعلام والإرهاب : الوسائل والإستراتيجيات، بتنظيم من جامعة الملك خالد، على تحليل تغطية وسائل الإعلام العالمية لبعض العمليات الإرهابية التي حدثت، وإستراتيجيات تناولها لتلك الأحداث.
وذكر الدكتور مطلق سعود عبدي المطيري، من جامعة الملك سعود، في ورقة بعنوان : "التغطية الإعلامية العلمية للإرهاب" أنه في نوفمبر 2015، قتلت مجموعة من الإرهابيين نحو 130 شخصًا بريئًا في باريس ، وقامت وسائل الإعلام العالمية بالتغطية الكاملة للقصة. وجاء اهتمام وسائل الإعلام بالهجوم عميقًا، والتغطية غير مسبوقة لأي هجوم إرهابي آخر، وقبل ساعات قليلة من الهجوم ، حصد الإرهاب عشرات الضحايا من المدنيين في بيروت وبغداد. وأصيب العديد من المراقبين بالصدمة ، ليس فقط بسبب تزامن الهجمات، ولكن أيضًا من خلال تباين اهتمام وسائل الإعلام بهذه الهجمات.
وأوضح أن هذه الدراسة توظف التحليل القائم على التأطير الكمي للمحتوى التي تنتجه وسائل الإعلام العالمية لإظهار كيف تغطي المؤسسات الإعلامية الهجمات الإرهابية مع تواتر أعلى ، وعمق أكثر بكثير عند حدوثها في الدول الغربية، مما كانت عليه عندما تحدث في أجزاء أخرى من العالم.
بدوره، قدم الدكتور عبد الحفيظ أوسوكين، من جامعة وهران من الجزائر، ورقةً بعنوان : المعالجة الصحفية الفرنسية للإرهاب، حيث اقترح التعرض للنشاط التواصلي في الظروف الإعلامية الاستثنائية، انطلاقًا من التغطية الإعلامية الفرنسية لأحداث 11 سبتمبر 2001 م . وللاعتداءات الإرهابية التي عرفتها باريس في 2015 («شارلي إيبدو»، وقاعة «الباتاكلون»).
وأشار إلى أنه أمام فجائية الحدث، ظهرت صعوبة تأقلم وسائل الإعلام مع الأزمة لافتقادها المسافة النقدية والتحليلية الضرورية لمقاربة الحدث، كما أن السعي وراء السبق الإعلامي مع الدخول في المنطق التنافسي بين القنوات التلفزيونية والصحف اليومية، جعلنا نبحث عن معيار جديد لتعريف الإعلام في ظروف الأزمة، تحولت فيه الصورة من مؤشر indice إلى أيقونة الحدث.
وقال : "بعد كل اعتداء إرهابي لاحظنا خللاً في الاتجاه العام لسيكولوجية الرّأي العام، يغذيه البث المباشر والمتواصل للصور، لأن «المطرقة الإعلامية» التي تسعى من وراءها وسائل الإعلام، ليس فقط إلى توصيل الخبر، بل أيضًا إلى إيصال المعارف الجانبية الساعية لتفسير الحدث من كل الجوانب؛ السيكولوجية والسياسية والإستراتيجية، والمخابراتية". مضيفًا أنه أمام الوضع الأزماتي الذي عاشته فرنسا، يلعب الخبر دور الكاشف عن الرهانات الجيو-إستراتيجية لعلاقة هذه الدولة مع باقي دول العالم".
وأضاف : "من هذا المنطلق قد ينتهي الأمر إلى توظيف وسائل الإعلام لأغراض أخرى . من ناحية أخرى أصبح الإرهاب مُؤسسًا لعولمة إعلامية تأخذ مصدرها من شعور التضامن وتدويل التعاطف؛ ليجسد الإعلام ذاكرةً جماعيةً مشتركةً تؤرخ للحدث ، فتدخل في «تاريخ الحاضر»".
كما بيَّن أنه تم اختيار تحليل بث المعلومات المتعلقة بالأحداث الإرهابية انطلاقًا من مقاربة سيميوبراغماتية، يكون فيها الاهتمام منصبًا على بناء الخطاب الإعلامي المشحون عاطفيًا للأحداث في تغطية التليفزيون والصحافة المكتوبة في فرنسا كنموذج للدراسة مع التركيز على الأخطاء التي وقعت فيها وسائل الإعلام الفرنسية.
من جانبه، قدَّم الدكتور فيصل فرحي، من جامعة كويبيك بكندا، ورقةً بعنوان : تغطية وسائل الإعلام الكندية للعمليات الإرهابية.. الهجوم على مبنى البرلمان الكندي بالعاصمة أوتاوا نموذجًا، بيَّن فيها أنه تتعالى أصوات كثيرة داخل المجتمع الكندي - وبخاصة في الأوساط العلمية والأكاديمية - بضرورة إعادة النظر في طرائق وأساليب تغطية وسائل الإعلام الكندية للأحداث المتعلقة بالإرهاب، والتي لديها تأثيرات مباشرة على المسلمين المقيمين في كندا والمجتمع الكندي بصفة عامة، خاصةً بعد ظهور آثار سلبية وغير متوقعة من شباب الجيلين الثاني والثالث المسلم كرد عكسي لما يتم ترويجه من أكاذيب ضد المسلمين، وزيادة مظاهر الكراهية والحقد ضد كل ما يرتبط بالإسلام، سواء أكانت مؤسساتٍ أم أفرادًا.
وقال : "الشعور بالاحتقان وزيادة التوتر والخوف في الشارع الكندي من جهة، وحالة الارتباك والتخبط التي تعيشها وسائل الإعلام الكندية في معالجتها الخبر المتعلق بالإرهاب والمسلمين عامة من جهة أخرى، شكلا عاملين رئيسين في الذهاب نحو وضع دراسة علمية تحاول استجلاء بعض جوانب الخلل، وتبحث في مكامن الضعف والخطأ، خاصة وأن الدراسات في الجامعات الكندية التي تتناول هذا الجانب قليلة، والتي تنطلق من معرفة حقيقة الواقع العربي المسلم أقل".
وأضاف أنه - من هذا المنطلق - جاءت هذه الدراسة لتحاول النظر في تناول وسائل الإعلام الكندية لظاهرة الإرهاب، وتحديدًا الطرائق، الخلفيات والدوافع، ومنه تأثيرات ذلك على المجتمع الكندي بشكل عام، والأقلية المسلمة على وجه التحديد.
كما أوضح أنه على هذا المستوى تأتي هذه الدراسة لتنظر في طريقة تغطية وسائل الإعلام الكندية لآخر العمليات الإرهابية التي ضربت إحداها البرلمان الكندي بالعاصمة أوتاوا، ومحاولة وضع التجربة على طاولة التشريح، للنظر فيها بعمق ، وتفحص مكنوناتها ومدلولاتها، خاصة وأن الظاهرة جديدة على المجتمع الكندي، الذي كان لوقت قصير يكاد يعيش عزلة كلية عن العالم الخارجي.
وبيَّن أنه يهدف - من خلال هذه الدراسة - إلى الإجابة عن التساؤلين المحوريين الآتيين: كيف تناولت وسائل الإعلام الكندية العمليات الإرهابية الأخيرة؟ وما الخلفيات والدوافع، وما تأثيرات طريقة تناول وسائل الإعلام الكندية للعمليات الإرهابية الأخيرة على المجتمع الكندي عمومًا، وعلى الجالية المسلمة بشكل أدق؟
من جهته، أكد الدكتور أحمد محمد أحمد الجودي من جامعة أوريبرو بالسويد، في ورقة بعنوان : الوجه الآخر للإرهاب: التغطية الإعلامية المناهضة للاجئين إلى أوروبا أنه فر أكثر من 400.000 لاجئ ومهاجر من بلادهم طلبًا للأمن والسلامة في أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وذلك في الفترة ما بين 2014-2015.
كما تطرق الباحث إلى تناول الإعلام الأوروبي لمأساة المهاجرين واللاجئين في صحفه وإعلامه؛ ومنه أخذ الباحث السويد كمثال للتغطية الإخبارية عن مأساتهم.
وقال : "بعض الأجهزة الإعلامية أكدت أهمية تقديم العون والمساعدة للاجئين، بينما أبدت بعض أجهزة الإعلام الأخرى عدم تعاطفها ودعت إلى تقليص عمليات الإنقاذ، وإلى أن يتخذ المواطنون ردود فعل غاضبة ضد أي موجة جديدة من اللاجئين".
وتهدف الدراسة إلى توضيح البون ما بين التغطية الإخبارية في السويد من حيث المصادر التي اتخذها الصحفيون من ساسة معنيين بالشأن الداخلي، وآخرون بالشأن الخارجي، ومن منظمات غير حكومية، ومن مواطنين.
كما تطرقت إلى اللغة التي استخدمها الصحفيون ، والأسباب التي ساقوها لزيادة تدفقات اللاجئين، والحلول التي قدموها. وتسلط الضوء على أنه لا يمكن لنمط واحد أن يناسب الجميع؛ فوسائل الإعلام الفعالة في دول أوروبا على اختلافها، تتطلب تدشين حملات هادفة مصممة خصيصًا تراعي السياقين السياسي والثقافي.
بدوره، ذكر الدكتور يوفيدي عبد العزيز حسن، من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان، في ورقة عمل بعنوان : الإستراتيجية الشاملة والمستدامة لمكافحة جماعة بوكو حرام الإرهابية إعلاميًا في غرب إفريقيا، أن وسائل الإعلام تظهر أحيانًا كعامل مروج للجماعات الإرهابية وأفكارها وأفعالها الشنيعة دون أن تشعر، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت الميدان والساحة المفضلة لهذه الجماعات لنشر سمومها في العالم الافتراضي ، معرضة في ذلك الشباب لخطر أفكارها ، ومهددة أمن المجتمعات واستقرارها.
وقال : إنه "عملاً بقول الله تعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...» (الآية)، وقع اختياري على عنوان هذه المشاركة، للمساهمة به في الجهود المبذولة فكريًا وأكاديميًا وأمنيًا وعسكريًا واجتماعيًا، لمكافحة الإرهاب عالميًا وإقليميًا وقطريًا ؛ اعتقادًا بأن خطوة جماعة «بوكو حرام» التي خطتها في مبايعة تنظيم «داعش»، وما تمثله في غرب أفريقيا، كان لزامًا علينا أخذ هذه المسألة في الاعتبار حينما نعالج العلاقة بين الإعلام والإرهاب، حيث إن الإرهاب ليس له دولة ، ولا وطن ، ولا حدود جغرافية اليوم، وخاصة مع عولمة الاتصال والانتشار السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصال".
وقدَّم نبذة عن نشأة الإرهاب وتطوره في أفريقيا جنوب الصحراء، وجماعة بوكو حرام الإرهابية، والحدود الجغرافية التي تنشط فيها، وأهم الجرائم التي ارتكبتها ،واستخداماتها للإعلام، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال ، والتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية الواقعة في كل من : النيجر وتشاد ونيجيريا والكاميرون، والإستراتيجية الشاملة والمستدامة لمكافحة جماعة بوكو حرام الإرهابية إعلاميًا.
من جهته ، قدَّم الدكتور فهد عتيق علي الشبان المالكي، من جامعة أم القرى، ورقة عمل بعنوان : البعد التاريخي لوسائل الإعلام السعودية في مواجهة الإرهاب، أوضح فيها أن ثمة إجماعًا يسود الأوساط السياسية والفكرية والاقتصادية على أن الأمة الإسلامية تعيش في الفترة الراهنة منعطفًا تاريخيًا يتسم بالصعوبة البالغة ، والتعقيد الشديد، إذ تعددت تحدياته ، وتنوعت متغيراته، وتسارعت أحداثه ، وتشابكت لتضرب بجذورها في مختلف الميادين والمجالات، وتنتج أخطارًا حقيقية تطال جميع الأصعدة والمسارات في حياة الفرد والمجتمع. ومن بين هذه الأخطار الماحقة تربعت قضايا الإرهاب على مسرح الأحداث المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار إلى ظهور العنف والإرهاب في الآونة الأخيرة بالمملكة العربية السعودية ليمثلا مشكلةً اجتماعيةً لها أخطارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية بصورة لم يسبق لها مثيل، ومما زاد من خطورة هذه المشكلة نظرة بعض القائمين بتلك الأعمال الإرهابية وخروجهم على طاعة ولي الأمر ، معتقدين أنها أفعال بطولية بالرغم من أن المجتمع السعودي له ميزة عن بقية المجتمعات الأخرى ألا وهي : تطبيقه الشريعة الإسلامية ، واتخاذها دستورًا ومنهجًا، وهي المادة الأولى في النظام الأساسي للحكم.
وأكد أن سياسة المجتمع السعودي تتميز بالحيادية والوسطية ، وذلك عكس ما هو موجود في كثير من المجتمعات العربية والأجنبية التي تنحاز في تعليمها لفلسفات معينة في معظمها فلسفات غربية ، وبذلك يعد هذا البحث استقراءً لواقع الإرهاب ، وتاريخه في المملكة العربية السعودية، وما حدث بها من أحداث إرهابية ، وكيف كان دورها في التصدي له ، ومواجهته بكافة الوسائل والطرق، والتي من أهمها الإعلام، الذي سخرت له كل السبل والوسائل ليكون موجهًا وفاعلاً في المجتمع الإعلامي السعودي.