جامعة الملك خالد
الأخبار والفعاليات
80 % من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي
جامعة الملك خالد - المركز الإعلامي
في ثاني أيام مؤتمر الإعلام والإرهاب بالجامعة
80% من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي
واصل المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات"، الذي تنظمه جامعة الملك خالد، خلال الفترة من 7 إلى 9 من الشهر الجاري، فعالياته بعقد عدد من الجلسات.
وشهد اليوم الثاني جلسةً عن إستراتيجية التجنيد وصناعة الأتباع، افتتحها الدكتور جدو ولد محفوظ، من جامعة نواكشوط من موريتانيا، بورقة حملت عنوان : "توظيف الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب والترويج لأفكارهم.. «فيسبوك» و«تويتر» نموذجًا".
وهدفت الدراسة إلى التعرف على أهم مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب والترويج لأفكارها، والوقوف على حقيقة الأفكار التي تروج لها عبر هذه المواقع.
كما سعت إلى التعرف على الفئات الشبابية المستهدفة أساسًا من قبل هذه الجماعات الإرهابية، ثم لفتت الأنظار إلى المخاطر المتعددة الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، والكف عن التواصل مع الجماعات الإرهابية، وعدم الاستماع للأفكار التي تروج لها. ومن ثم ، خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساهم في تعطيل عمليات الجماعات الإرهابية.
وأشارت إلى أن بعض الدراسات الحديثة أكدت أن نسبة %80 من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية - كتنظيم داعش - تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما وصل عدد المواقع المحسوبة على جماعات الإرهاب العالمي 50 ألف موقع في عام 2016 م بعد أن كانت 12 موقعًا في عام 1997م .
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وعدد من المحاور، منها ؛ استخدام الجماعات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي ، الأسباب، والأهداف، وخطورة الإرهاب الإلكتروني، وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي للخلايا الإرهابية، وتجنيد الجماعات الإرهابية للشباب إلكترونيًا، وأسبابه ، وآلياته، ووسائله، وتأثير الإرهاب الإلكتروني على الشباب في موريتانيا، وآليات مواجهة انتشار الإرهاب الإلكتروني، السياسية ، والدينية ، والتعليمية، والإعلامية.
واختتمت الورقة بعدد من الاستنتاجات كقوة التجنيد والانتشار عند الجماعات الإرهابية، الوسائط الاجتماعية واستقطاب المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش نموذجًا.
بعد ذلك قدَّم الدكتور زاوي رابح، من جامعة مولود معمري تيزي وزو- الجزائر، ورقة بعنوان : "قوة التجنيد والانتشار عند الجماعات الإرهابية.. الوسائط الاجتماعية واستقطاب المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش نموذجًا".
وجاء فيها أنه مع استمرار الأزمة السورية والصراع القائم في المنطقة الشرق أوسطية، شهدت المنطقة ظهور مزيد من التنظيمات المتطرفة التي سرعان ما ارتفع سقف طموحاتها، تماشيًا مع تعزيز قوتها اللوجيستية والمادية، وكذا تعدادها البشري، موضحةً أن الخليط غير المتجانس للتنظيمات القائمة في المنطقة الشرق أوسطية ، وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، جعل منها تجربةً جديدةً واستثنائية، وحديثة كونها تطرح تحديًا فريدًا، ومن أين يأتي التنظيم وغيره بالمقاتلين؟، تساؤل يطرح نفسه بإلحاح، خاصةً مع تزيد أعداده، وكذا تنوع جنسياتهم، وهو ما يؤشر على وجود عمل منظم وممنهج في استقطاب المقاتلين، مما أعطى داعش جاذبيةً كبيرةً ، إلى جانب وجود أسباب عقائدية تتعلق بأحلام السلفيين بالعيش تحت راية دولة إسلامية.
وأبرزت المداخلة سؤالاً جوهريًا تحاول البحث عن إجابات واضحة له، وهو : ما الذي يدفع بهؤلاء المقاتلين الأجانب على اختلاف جنسياتهم ومعتقداتهم إلى الالتحاق بتلك التنظيمات المتطرفة والمشاركة في جبهات قتال متعددة؟
ولاحظت سيطرة التنظيم على الساحة الافتراضية ، من خلال بثه المستمر لفيديوهات تظهر وحشية تعامله مع سكان المناطق التي يسيطر عليها، وذلك له تأثير قوي على الناس (طريقة سيكولوجية للتأثير في عقول المستخدمين).
وبينت أن الإحصائيات المتوفرة حول دعاية داعش على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى وجود أكثر من 45 ألف حساب للتنظيم على شبكة «تويتر»، تنشر ما يقارب 90 ألف تغريدة يوميًا، دون نسيان المواقع الإلكترونية للتنظيم على شبكة الإنترنت، وما نتج عن ذلك، مثل : موقع «جهادلوجي» Jihadology، وموقع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» عبر مركز الحياة الإعلامي، حيث يُبث من خلال الموقعين الكم الهائل من الدعاية الإعلامية للتنظيم، من صور وفيديوهات ، وحتى مجلات محررة باللغات العاليمة على غرار مجلة «دابق» DABIQ.
بعد ذلك قدَّم المحاضر الأكاديمي الأستاذ سيف ناصر المشعلي دراسة بعنوان : "توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب.. دراسة حالة على تنظيم «داعش»".
وبيَّن فيها أن شبكة الإنترنت وفرت الخدمات الإلكترونية والمعلوماتية مع ما أضافته شبكات التواصل الاجتماعي من هامش مهم للجماعات الإرهابية، بما قدمته لهم من فرص النشر والاتصال والتجنيد بصور لم تكن متاحةً سابقًا لأي جماعة أو تنظيم خارج القانون.
وأوضح أن الميزة الكبرى التي توافرت عليها هذه الوسائط الجديدة هي أنها مكنت رموز وقادة ومنظري هذه الجماعات من الوصول بأفكارها ورسائلها إلى شرائح كبيرة من المجتمعات أكثر من أي وقت مضى ، متجاوزة الرقيب الفكري والرسمي، وأكدت أن «داعش» واحدًا من أبرز تلك التنظيمات التي استطاعت أن تتمدد جغرافيًا في كل ساحات الدول العربية، ويستولي على الأراضي، ويقتل ويمارس العمليات الإرهابية في دول كثيرة ؛ ويتمدد في ذات الوقت إلكترونيًا، ويستخدم الإنترنت للتجنيد، وتتنوع أساليبه وأدواته في استقطاب الأتباع من مختلف الدول والأجناس والأعمار.
وسلطت الدراسة الضوء على الآليات والإستراتيجيات التي يتبعها تنظيم «داعش» إلكترونيًا في حشد أتباعه واستقطابهم ، وجذبه الشباب رجالاً ونساءً وأطفالاً ، لكي يتحولوا مستقبلاً إلى ذخائر إرهابية تمد عمل هذا التنظيم.
وشملت الورقة عددًا من المحاور الرئيسة، مثل : الإرهاب الإلكتروني، والإنترنت واستخداماته في تجنيد الإرهابيين ( الأتباع )، وكيف يعمل «داعش» في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة التوصيات المقترحة، كتجنيد الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد ذلك قدَّم الدكتور عبد الله بن عبد المحسن بن سعود العساف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورقة بيّن فيها أن تقنيات الاتصال ونقل المعلومات أصبحت رافدًا أساسيًا، وركنًا مهمًا في بناء منظومة الإنسان الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، في ظل التحولات والتطورات المعرفية في هذا العصر الذي شهدت فيه المجتمعات الإنسانية تطوراتٍ متسارعة ومتلاحقة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، مما ساهم في تيسير إمكانية التواصل الإنساني والحضاري، من خلال شبكة "الإنترنت"، والتي كان لها انعكاساتها وآثارها الواسعة على الصعيد الفردي والأسري والمجتمعي، وقد أدى هذا إلى شيوع أنماط جديدة ومتزايدة من السلوكيات والقيم الاجتماعية التي أثرت - وبشكل واسع - في عملية التفاعل الاجتماعي، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فقد مثّل الإعلام الجديد فرصةً للمجتمعات والثقافات أن تقدم نفسها للعالم، مشيرةً إلى أن تنوع تطبيقات تكنولوجيا الاتصال واختلاف مهامها ووسائل التعامل معها أدى إلى تحولها لوسيلة جذب فئات متنوعة من الجمهور على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم، مؤكدةً أن أبرز تلك التطبيقات التي جذبت فئة الشباب هي وسائل التواصل الاجتماعي, التي أصبحت منصة ترفيهية وتعليمية وإخبارية سريعة يعتمد عليها الأفراد لمتابعة ما يجري حولهم، وخصوصًا الأحداث الإرهابية التي تعرض لها العالم مؤخرًا، حيث أصبح الإرهاب - في الوقت الراهن - يشكل تحديًا كبيرًا لمختلف دول العالم، من حيث تعريفه أولاً ثم مواجهته فكريًا وأمنيًا وإعلاميًا؛ لأن وسائل الإعلام الجديد تحديدًا تحولت إلى وسائل دعائية للمنظمات الإرهابية، وأضحت العلاقة بين وسائل الإعلام – الجديد والقديم - والإرهاب علاقةً خطيرةً وعضويةً - قائمةً على أساس المصلحة المتبادلة، فالإعلام قد يخدم أهداف الإرهابيين بنشر أقوالهم وأفعالهم ، وتضخيم قوتهم دون قصد، ليعطي بذلك للإرهاب صدىً إعلاميًا واسعًا، ونتيجة لتنامي دور هذه الوسائل، فقد وجدت الجماعات الإرهابية فيها متنفسًا تستطيع من خلالها تحقيق العديد من أهدافها، سواء ما تعلق منها بنقل آرائها ومعتقداتها إلى أكبر عدد من الجماهير المستهدفة أو إثارة الرعب والفزع في نفوسهم، من خلال ما يتم نشره من صور وفيديوهات، أو تحقيق التواصل فيما بينهم، بعيدًا عن رقابة مؤسسات الدولة المعنية، ودون وقوع مصادمات مباشرة تحتوي على قدر من المخاطرة والتهديد لهم مع تلك المؤسسات، وهذا ما تسعى هذه الورقة لبيانه.
بعد ذلك قدَّم العقيد الدكتور فهد بن عبد العزيز بن محمد الغفيلي، من الإدارة العامة للأمن الفكري، وزارة الداخلية، ورقة بعنوان : "دعاية تنظيم داعش أساليب إعلامية متطورة لتحقيق مزيد من الشهرة ، وزيادة المجندين".
ويهدف البحث إلى توضيح كيفية استخدام تنظيم «داعش» الوسيلة الإعلامية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الشهرة التي تثمر عن استقطاب مزيد من الأعضاء والمتعاطفين.
وقد لاحظ الباحث أن إستراتيجية «داعش» في هذا الشأن تعتمد في المقام الأول على تسخير جميع الأحداث العنيفة والسلمية لخدمة دعايته.
ويحاول الباحث دراسة بعض تلك الأحداث التي صنعها التنظيم أو كان طرفًا فيها، ليبين كيف تمكن التنظيم من توظيفها لخدمة آلته الدعائية.
وأكد أن المتابعة للأحداث والانتهازية التي ينتهجها تنظيم «داعش» تظهران أن التنظيم يعمل وفق أساليب علمية للوصول إلى الجماهير المستهدفة معتمدًا على أربعة عناصر رئيسة قام الباحث باستعراضها.
بدورها، قدمت الدكتورة نهى بلعيد، من جامعة منوبة بتونس، ورقة عمل بعنوان : "دور شبكات التواصل الاجتماعي في الترويج لحركة «داعش» بتونس".
وبينت أن العالم العربي شهد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما «فيسبوك». وقد تفطّنت حركة «داعش» إلى أهمية الدور الذي تلعبه هذه الشبكات للتأثير في الرأي العام ؛ لذلك حاولت أن لا تكتفي باستعمال وسائل الإعلام الكلاسيكية ( التلفزيون، الإذاعة، الصحافة المكتوبة )، للترويج لأعمال العنف التي يقوم بها من باب "الدفاع عن الإسلام"، بل وظّفت شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا لتحقيق أهدافها بما أنها تستقطب عددًا لا بأس به من الجمهور، فتعددت استخداماتها لهذه الشبكات.
وأوضح أن هذا التنظيم نجح في شد انتباه مستعملي الإنترنت بمختلف الأقطار العربية، بما في ذلك تونس، لأن تبني وسائل الإعلام التونسية التقليدية لشعار «لا حياد مع الإرهاب»، لم يمنعها من الحديث عما يروج له التنظيم بشبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أنه يوجد بتونس 5,690,100 مستعمل للفيسبوك، وهو ما يؤكد منافسة الإعلام الجديد للإعلام التقليدي في مهمة الإخبار بعمليات حركة داعش الإرهابية .