واصلت جامعة الملك خالد تأكيد دورها الريادي في معالجة القضايا البيئية العالمية، من خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، حيث جاءت مشاركة الجامعة في المنطقة الزرقاء بتنظيم حدث علمي بارز تحت عنوان: "إدارة حرائق الغابات في المناطق الجافة – استراتيجيات رئيسية للتخفيف من تدهور الأراضي ومكافحة التصحر"، بالتعاون مع جامعة موناش الأسترالية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين الدوليين.
وركز الحدث على التحديات البيئية الناجمة عن حرائق الغابات في المناطق الجافة، التي تُعد من أبرز التحديات في مكافحة التصحر والحفاظ على الأراضي، واستعرض الباحثون والخبراء من جامعة الملك خالد نتائج دراسات علمية معمقة حول تأثير حرائق الغابات على البيئة والتربة، وما يترتب عليها من خسائر في التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي.
كما ناقشوا استراتيجيات مبتكرة لإدارة هذه الظاهرة، تضمنت تقنيات رصد وتحليل البيانات باستخدام الأقمار الصناعية، والتطبيقات الحديثة التي تتيح الاستجابة السريعة للحرائق والتقليل من أضرارها، وتم تسليط الضوء على التجارب الناجحة من مناطق مختلفة حول العالم كأمثلة على حلول عملية قابلة للتطبيق في المملكة والمناطق الجافة الأخرى.
وشكل التعاون بين جامعة الملك خالد وجامعة موناش الأسترالية ركيزة أساسية في هذا الحدث، حيث تم عرض أوراق بحثية مشتركة تناولت الآثار البيئية لحرائق الغابات وسبل مواجهتها، وركزت الأبحاث على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية لإيجاد حلول شاملة ومستدامة لمشكلات التصحر.
وخلال الجلسة، أكدت مديرة مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث البيئية واستدامة الموارد الطبيعية بجامعة الملك خالد الدكتورة رحمة ناصر القثانين، على أهمية مواجهة التصحر وحرائق الغابات، مشيرة إلى أن هذه التحديات لا تهدد الموارد الطبيعية فقط، بل تمتد آثارها لتشمل المجتمعات المحلية، وأضافت: "إن تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك بين الجامعات والمؤسسات البحثية أمر حيوي لتطوير استراتيجيات مبتكرة وفعّالة في هذا المجال".
وناقش الحدث مجموعة من التوجهات المستقبلية لمكافحة التصحر، بما في ذلك تعزيز التعليم البيئي وتطوير تقنيات مستدامة لإدارة الأراضي الجافة، وتمت الإشارة إلى أهمية استخدام الطاقة المتجددة وتقنيات المياه الذكية للحد من التأثيرات السلبية للأنشطة البشرية على البيئة، كما تناول المشاركون أهمية تحسين التعاون بين القطاعات الحكومية والأكاديمية والمجتمع المدني، بهدف وضع خطط طويلة الأجل لمكافحة التصحر وحماية الموارد الطبيعية، وشددت المناقشات على ضرورة بناء شراكات استراتيجية لتعزيز الاستدامة البيئية.
وأشاد المشاركون بالدور المحوري الذي تؤديه جامعة الملك خالد في مجال البحث العلمي والابتكار البيئي، وأثنوا على مبادرات الجامعة المستمرة لتعزيز الوعي البيئي وتقديم حلول عملية للتحديات البيئية التي تواجه المملكة والعالم.
وتُعد هذه الفعالية خطوة نوعية في تعزيز التعاون الدولي، وتسليط الضوء على أهمية الأبحاث العلمية المشتركة في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وتأكيد دور الجامعة في التصدي لظاهرة التصحر وحماية التنوع البيولوجي على الصعيدين المحلي والدولي.