شاركت جامعة الملك خالد ضمن أعمال مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في مجال البحث والابتكار، والذي يُعد أكبر تجمع عالمي في العاصمة الرياض يُعنى بحماية الأراضي ومكافحة التصحر، المؤتمر الذي استضاف نخبة من الخبراء والعلماء والقيادات العالمية، ناقش حلولًا مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية الناجمة عن التغير المناخي، وقد أتاحت المشاركة للجامعة إبراز إسهاماتها البحثية وتعزيز دورها في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أوضح وكيل عمادة البحث والدراسات العليا للدراسات العليا ومدير وحدة تنمية البحث والتطوير والابتكار الدكتور محمد علي عسيري، أن مشاركة الجامعة في المؤتمر تأتي تعزيزًا لدورها الريادي في دعم الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة، وتجسيدًا لالتزامها بأهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وأضاف: "جامعة الملك خالد تولي البحث العلمي أهمية قصوى في تقديم حلول عملية مبتكرة تُسهم في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وقد حرصنا خلال المؤتمر على إبراز جهودنا البحثية المتقدمة في هذا المجال".
وأشار الدكتور عسيري إلى أن الجامعة عرضت خلال المؤتمر مشروعات بحثية متميزة، من بينها مشروع تثمين الكتلة الحيوية لبعض المنتجات الزراعية، الذي يُبرز الإمكانات الواعدة لها، واشتملت الأبحاث على فصل السيليكا من بعض المنتجات واستخدامها في تقنيات متقدمة لتحلية مياه البحر، واستخراج السيليلوز ومشتقاته لتوظيفها في التطبيقات الطبية وتصنيع علاجات مبتكرة، كما تم إنتاج الكربون المنشط منها، والذي أظهر فعالية عالية في تنقية المياه الملوثة.
وأضاف أن من بين المشروعات الرائدة التي جذبت الانتباه، مشروع إنتاج مادة مرجعية قياسية لبعض الفواكه المحلية التي تشتهر بها المملكة، وهو الأول من نوعه عالميًا، حيث تم تطوير هذه المادة بالتعاون مع 12 مختبرًا من تسع دول مختلفة، بهدف تحسين عمليات القياس الكيميائي وضمان جودة المختبرات واعتماد تقنيات تحليل جديدة، وسُجل المشروع كبراءة اختراع لدى مكتب البراءات الأوروبي، إنجازًا علميًا يُعزز من مكانة الجامعة في مجالات البحث والابتكار.
كما بين أن الجامعة عرضت مشروعًا طموحًا لإزالة الكربون من قطاعي النفط والغاز والطاقة من خلال التحويل الحيوي لثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية ذات قيمة اقتصادية، وبيّن الدكتور عسيري أن هذا المشروع يُسهم في تحسين استدامة هذه الصناعات، فضلًا عن إنتاج مواد مبتكرة مثل الميثان الحيوي والبولي هيدروكسي ألكانوات، التي تحمل إمكانات اقتصادية كبيرة.
وأوضح الدكتور عسيري أن مشاركة الجامعة في هذا المؤتمر تعكس حرصها على توسيع آفاق التعاون البحثي مع جهات دولية مرموقة، وتعزيز مكانتها كمؤسسة تعليمية وبحثية رائدة، وأضاف أن مشاركتها في مؤتمر COP16 تعكس دورها الإقليمي والعالمي في تحقيق مستهدفات مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، عبر تقديم أبحاث علمية رصينة تدعم الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية.