ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، شاركت مديرة مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث البيئية واستدامة الموارد الطبيعية بجامعة الملك خالد، الدكتورة رحمة ناصر القثانين، في حلقة نقاش بعنوان "النظم البيئية الجبلية في المناطق الجافة"، وقدمت خلال النقاش ورقة علمية بعنوان "الأنظمة الجبلية في المملكة العربية السعودية"، استعرضت من خلالها رؤى علمية مهمة حول أهمية هذه النظم ودورها المحوري في البيئة والتنمية المستدامة في المملكة.

وأكدت الدكتورة القثانين أن الأنظمة الجبلية في المملكة تُعد إحدى الركائز الجغرافية التي تتميز بتنوع بيئي وتضاريسي فريد، مما يجعلها محورًا مهمًّا للدراسات العلمية والبحثية، كما أشارت إلى الدور الأساسي الذي تلعبه هذه السلاسل الجبلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة، وأوضحت أن الجبال في المملكة لا تمثل مجرد معالم طبيعية، بل تُعد عنصرًا حيويًّا في التنوع البيولوجي والمناخي الذي يميز المملكة، وذكرت أن المناطق الجبلية مثل جبال السروات وتهامة تتمتع ببيئات فريدة تدعم العديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة التي لا توجد في أي مكان آخر بالمملكة.

وتطرقت الدكتورة القثانين إلى أهمية الحفاظ على الأنظمة الجبلية باعتبارها موارد بيئية وحيوية، مؤكدة ضرورة تبني إجراءات فعالة للحفاظ على التوازن البيئي في هذه المناطق، خاصة في ظل التحديات الحالية مثل التوسع العمراني وتأثيرات التغير المناخي.

وفي سياق حديثها عن استدامة هذه الأنظمة، دعت إلى تعزيز مشاريع التنوع البيولوجي والزراعة المستدامة، مع الاستثمار في السياحة البيئية كخيار استراتيجي يمكن أن يحقق تحسينات اقتصادية دون الإضرار بالطبيعة.

كما استعرضت الجهود الوطنية التي تتم في إطار رؤية المملكة 2030، والتي تركز على استدامة البيئة وتنمية المناطق الجبلية بما يحافظ على مكوناتها الطبيعية، وأشادت بمشاركة العلماء والباحثين المحليين والدوليين في هذه الفعاليات العلمية، مؤكدةً أهمية تعزيز الوعي البيئي وتبادل الخبرات بشأن أفضل الممارسات للمحافظة على الموارد الطبيعية والجبال.

واختتمت الدكتورة القثانين كلمتها بالتأكيد على أن تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الجبلية يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الجهات الحكومية والمؤسسات البحثية والمجتمعات المحلية، مشددةً على أهمية الحفاظ على الأنظمة الجبلية بوصفها أحد الركائز الطبيعية والاقتصادية التي تسهم في رفعة المملكة وتعزز مكانتها في مختلف المجالات.