جامعة الملك خالد
الأخبار والفعاليات
في ندوة علمية بالجامعة.. "جون هيلي" يستعرض جوانب من نقوش مدائن صالح والثقافة النبطية
جامعة الملك خالد - إدارة الإعلام والاتصال
نظمت جامعة الملك خالد، ممثلة في قسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية، مؤخرًا، ندوة علمية بعنوان "نقوش القبور النبطية لشمال غرب المملكة العربية السعودية - جوانب من نقوش مدائن صالح والثقافة النبطية"، للمؤرخ وأستاذ التاريخ القديم الفخري بجامعة مانشستر ببريطانيا "جون فرانسيس هيلي"، بحضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بأقسام التاريخ داخل المملكة وخارجها والمهتمين بالتاريخ والحضارة.
وفي مستهل الندوة رفع عميد الكلية الأستاذ الدكتور يحيى الشريف الشكر لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي على دعمه واهتمامه بكل ما يعزز العمل الأكاديمي والعلمي، كما شكر ضيف الندوة ونوّه ببعض الاكتشافات الآثارية الحديثة في المملكة التي تؤكد عمق وأصالة وأهمية هذه الآثار، مثمنًا دور قسم التاريخ بالكلية في إقامة الفعالية.
وخلال الندوة العلمية رحب رئيس قسم التاريخ الأستاذ الدكتور سعيد القحطاني بضيف الندوة، وعبّر عن سعادته بتقديم أستاذ في التاريخ القديم لمنطقة الشرق الأدنى القديم وفي القلب منها حضارة الأنباط في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وقدم له الشكر على ما يقدمه في مجال التاريخ القديم عن طريق تحليل النقوش النبطية والآرامية والتي تسهم في فهم الحضارات القديمة التي صنعت تاريخًا ومجدًا لوطن تمتد جذوره عبر الزمن.
واستعرض مدير الحوار وكيل كلية العلوم الإنسانية للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز أبوداهش السيرة الذاتية للضيف، ليستهل البروفيسور جون هيلي الندوة بالحديث عن الدوافع التي أثارت اهتمامه لدراسة نقوش الأنباط ودورها البارز في معرفة التاريخ الحضاري القديم لمنطقتي شمال الجزيرة العربية وجنوب الساحل الفينيقي القديم، ثم قدم عرضًا سريعًا لتاريخ مملكة الأنباط وناقش الآراء التي تضاربت حول المنشأ الأصلي للأنباط ودورهم الفعال في المنطقة، كما ناقش المصادر التي تناولت مملكة الأنباط خاصة النقوش التي تم الكشف عنها مع منتصف القرن التاسع عشر للميلاد، وأضاف "أن الدراسات الوافية لم تكتمل حتى الآن عن الأنباط إلا بدراسة المصادر الأدبية والوثائقية معًا".
واستعرض هيلي تطور تاريخ علاقات الأنباط الخارجية بالقوى السياسية والعسكرية حينذاك مستعينًا بالشواهد والرسومات التي تؤكد ذلك؛ حيث تناول علاقتهم بالدولة السليوقية نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، وعلاقتهم بالمكابيين في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، كما تناول فترة الازدهار والقوة إبان القرن الأول قبل الميلاد؛ حتى سُكّت لهم عملات خاصة بهم على غرار القوى الكبرى في العالم القديم، واستمر ذلك حتى مطلع القرن الثاني للميلاد، ثم خضوعهم في النهاية للرومان عام 106م على يد الإمبراطور الروماني تراجان، وكيف أصبح الأنباط جزءًا من الولاية العربية الرومانية وعاصمتها بُصرى جنوب سوريا.
كذلك تناول جون هيلي دلالة أسماء وألقاب ملوك الأنباط، كما حلّل بعض النقوش النبطية والآرامية والتي تم الكشف عنها في مدائن صالح، وتمت مقارنتها بالنقوش والمخطوطات المماثلة في شبه جزيرة سيناء والبتراء بالأردن وجزيرة الفنتايز، إضافة إلى النقوش التي عُثر عليها بواحة سيناء، كما تحدث عن خصوصية نقوش مدائن صالح وتفردها من حيث الشكل والمضمون، وقد تناول بعض النقوش الجنائزية التي تثري الحياة الاجتماعية للأنباط، وختم حديثه عن الديانة النبطية من واقع النقوش المكتشفة في مدائن صالح.