جامعة الملك خالد
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول

الأخبار

"الذات في السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية".. رسالة دكتوراه بالجامعة

جامعة الملك خالد - إدارة الإعلام والاتصال

نوقشت مؤخرًا بجامعة الملك خالد ممثلة في قسم اللغة العربية وآدابها – كلية العلوم الإنسانية رسالة الدكتوراه "الذات في السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية من عام 1393هـ إلى عام 1439هـ - دراسة في ضوء النقد الثقافي"، والتي قدمها الباحث أحمد بن علي هروبي، وقد تمت إجازة الرسالة والتوصية بمنح الطالب درجة الدكتوراه في الأدب والنقد بالإضافة إلى التوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية.

وهدفت الدراسة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد حامد، وتكونت لجنة مناقشتها إضافةً إليه من الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، والأستاذ الدكتور عبدالواسع بن أحمد الحميري (جامعة الملك خالد)، إلى تتبع نمو الذات نماءً وسكونًا، ورصد أهم تحولاتها، ومحاولة الكشف عن أنماط الذات، ورصد الأنساق المساعدة المغذية لها في الخطاب السيرذاتي، وتتبع أنساق الفعل عند الذات السيرذاتية، وكذلك الوقوف على علاقة الذات السيرية مع العالم، والكشف عما تتبناه الذات من أنساق في تلك العلاقة، إضافة إلى رصد مستويات صراع الذات وتجلياته في الأعمال السيرية، والبحث عن ملامح الأنساق الثقافية الثاوية والكشف عن سماتها (الموضوعية / الشاعرية/ المتداخلة).

ويبين الباحث أحمد هرووبي أن هذه الدراسة النقدية تجاوزت المرحلة التاريخية التي اتسمت بها الدراسات السابقة في مقاربة المنجز السيرذاتي السعودي، فوجهت اهتمامها إلى "الذات".

وحاولت الدراسة عبر مبدأ التكامل المعرفي والنقد الثقافي واستئناسًا بالمنهج النفسي الكشف عن بناء الذات، فتناولت الأبعاد الجسمانية، والاجتماعية، والنفسية، التي أسهمت بالفعل في نحت ملامحها، وشكلت مقوماتها الأساسية في مراحل النشأة الأولية، كما أخذت الدراسة على عاتقها الكشف عن الذات الطموح، حين بينت الدراسة أنها السمة الأبرز، والمرتكز الأهم في تحقيق الذات لمقوماتها الأولية، ونجاحاتها الفريدة، وما التزمت به من أنساق التجاوز؛ حين تخطت الانكسارات وواصلت طريقها في التفرد.

كما اعتنت الدراسة برصد تحولات الذات الفكرية، التي تمثلت في التحول الفقهي، والحداثي، والخطاب النسوي، الذي جاء متضمنًا حقوق المرأة، كما أفصحت عن أنماط الذات، من خلال إبراز أهم الأنساق الثقافية التي لعبت دورًا مفصليًّا في رسم معالمها الشخصية، التي تمثلت في الأنا الفردية، عبر نوعين منها، الأول "أنا الحضور الطاغي" حين يتعالى صوت الذات من منطلق فردي خارج الذاكرة الجمعية، وكذلك من خلال الذات المفارقة التي أرادت أن تعبر عن حالتها الوجودية حين فارقت مراكز القوى والتأثير لاعتبارات عدة، وكذلك في رسم أنماط الذات الجمعية، التي جاءت مظهرة لجملة من الذوات، وهي الذات الدينية، والقبلية، والوطنية، والقومية والإنسانية.

كما أفصحت الدراسة عن ملامح الفعل وأنساقه، حين كشف عن الذات الفاعلة، سواء من خلال الفعل الذاتي، عبر الفاعلية الدينية، والوظيفية، والمعرفية/ الإبداعية، والفاعلية المغايرة، أم من خلال الفاعلية الجمعية.

وفي السياق نفسه، أبانت الدراسة وجود نسق الذات المراقبة، عبر اتجاهين اثنين، تارة من منطلق المراقبة الإيجابية، ممثلة في الذات الناقدة، حين أتيحت لها الفرصة لممارسة مراقبة الأمور، وإعادة تشكيلها من جديد، وتارة من جهة الذات المراقبة بالمعنى السلبي، ممثلة في الذات المهمشة، حين بقيت في نطاق المراقبة، وحرمت من إعمال الرأي والنظر، أو حين عانت نسق الإقصاء والتهميش.

وفي السياق نفسه كشفت الدراسة عن الذات المسيرة، حين كانت الذات مجبرة على الفعل، بتأثير من أنساق الإكراه أو الاضطرار، وعن علاقة الذات بالعالم كشفت عن طبيعة الأنساق التي تعايشت بها الذات، عبر الذات المسالمة، بما وظفته من الاستجابات التوافقية، ومبدأ التكيف، وأسلوب الانسحاب، وتغيير الوسائل.

كما كشفت الدراسة عن الذات الرافضة، حين عبرت عن رفضها القاطع لأشكال الانحراف الديني، والظلم، والتشدد، والنظم الثقافية المهيمنة، ولم تقف الدراسة عند حدود نسق الرفض، فكشفت عن وجود نسق الذات المتمردة، ونظرًا لما يمثله الصراع من أهمية في الكشف عن ملامح الذات، فقد كشفت الدراسة عن وجود بنية صراع، بنوعيه الداخلي والخارجي، وعن مستوياته المعقد منها والبسيط، كما كشفت عن ملامح تلك الأنساق، فكشفت عن النسق الموضوعي، مدللة على وجوده مع الذات نفسها من جهة، أو مع الآخر من جهة أخرى، من خلال حيادها وعدم انحيازها لهوى النفس، والاتجاه نحو الموضوعية، كما كشفت عن النسق الشاعري، المتمثل في عناية الذات بمركزية أناها، وتضخيم ذاتها، وصولا إلى الإفصاح عن النسق المتداخل، حين كانت الذات تزاوج بين النسق الموضوعي، والشاعري.