توصلت دراسة علمية، للمحاضرة بجامعة الملك خالد، بقسم الإعلام والاتصال، الأستاذة أمل محمد أبومديني، إلى استشراف أبعاد مستقبل صحافة البيانات في المملكة وذلك في إطار رؤية المملكة 2030، وفي ضوء التحول الرقمي.
وفي التفاصيل؛ أشارت أبومديني إلى أن ذلك يأتي من خلال اعتماد منهجية متكاملة للدراسات المستقبلية، مستندة إلى إطار عمل جامعة هيوستن في بناء السيناريوهات.
وقالت أبو مديني، إن الدراسة تضمنت سلسلة من المراحل المتسقة بدأت بتقييم الوضع الراهن وتشخيص واقع صحافة البيانات عن طريق استخدام أداة المقابلة شبه المقننة ثم حصر وتحليل العوامل الدافعة إلى توظيف صحافة البيانات؛ والتي استخدمت بها نموذج STEEPالذي تم تطويره إلى STEEP+ ليشمل العوامل المهنية والأكاديمية والشخصية للجمهور.
وأشارت الباحثة، إلى أنه شارك في المرحلتين الأولى والثانية من الدراسة 21 مستجيبًا ما بين خبراء صحفيين وأكاديميين في صحافة البيانات، إلى جانب أصحاب المصلحة من رؤساء أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات السعودية، ورؤساء تحرير الصحف السعودية.
وتابعت أبو مديني، أنه في المرحلة الثالثة من الدراسة تم تحديد العوامل الحرجة من بين جميع العوامل الدافعة التي تم حصرها في الدراسة، معتمدة فيها على مصفوفة الأثر والغموض التي شارك فيها 242 من مختلف أصحاب المصلحة الذين تم تحديدهم في عينة الدراسة.
وفي نتائج التحليل الإحصائي لعينة الدراسة، تمكنت الباحثة من التوصل إلى أن العوامل التكنولوجية، والسياسية، والمهنية هي العوامل الأكثر تأثيرًا على مستقبل صحافة البيانات؛ وتم تأطير السيناريوهات المستقبلية لصحافة البيانات في السعودية على أساسها باستخدام أداة GBN 2X2.
وركزت الدراسة على توصيف ثلاثة سيناريوهات مُحتملة من خلال لجان الخبراء وعجلات المستقبل، حيث تمثلت في سيناريو النمو، وسيناريو الانهيار، إلى جانب سيناريو الاستمرار.
ورجحت الدراسة سيناريو النمو لصحافة البيانات مشيرة إلى أنه ينبثق منه خمسة نماذج لتوصيف صحافة البيانات في المستقبل باعتبارها أداة أساسية في غرف الأخبار وصناعة متكاملة تتكون من منصات متخصصة ورواد في مجال سرد القصص التفاعلية والممارسات الفردية التي تصبح أكثر شيوعًا كما أنها جسر للتواصل بين المؤسسات العامة وجمهورها المستهدف من خلال تحويل البيانات الخاصة بهذه المؤسسات إلى محتوى إعلامي يتميز بالجاذبية والفعالية مع تقديم حلول جاهزة للناشرين في مجال صحافة البيانات.
ولفتت أبومديني، إلى أن الدراسة قدمت جملة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز بيئة صحافة البيانات وتحسين ممارساتها المهنية وتعليمها، كتوصيات البحث للتعليم وأقسام الصحافة والإعلام، وتوصيات البحث للمؤسسات الصحفية وصناع المحتوى، إلى جانب توصيات البحث للمؤسسات الصحفية والأقسام العلمية على حد سواء، إلى جانب توصيات البحث لتعزيز التشريعات والتنظيمات المتعلقة بالبيانات، وأخيرًا توصيات لتعزيز فعالية وزارة الإعلام.
يشار إلى أن الدراسة العلمية للباحثة، تعد رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز؛ وقد حققت بها الباحثة، مؤخرًا، جائزة المنتدى السعودي للإعلام 2025؛ في مسار البحث الأكاديمي في مجالات الإعلام.